كلمة الرئيس المؤسس
يتفق الجميع على أن العناية بالتراث ضرورة وطنية، لما له من أبعاد ثقافية واجتماعية واقتصادية وبيئية عميقة، وهذه العناية يجب أن تتمثل في رؤى إستراتيجية، وخطوات عملية، حتى لا تكون علاقتنا بهذا التراث العريق الذي تزخر به بِلادنا مجرد أُمنيات، وتشبث بماضٍ ورثناه عن الآباء والأجداد، من دون أن يتجسد تقديرنا له، واعتزازنا به، واقعاً نتمثله، ونعيش في أحضانه والرؤى الإستراتيجية، والخطوات العملية للمحافظة على التراث، لا تكون ذات نتائج مثمرة، ما لم يكن هناك وعي بأهمية التراث وضرورته؛ لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، كما أن مستقبل التراث واستمراريته متجددا حياً يعتمدان على إيجاد أجيال أكثر فهماً وتقديراً له؛ ولهذا فإن الوعي بأهميته هو الأساس، والعمل على إحيائه والتعريف به والاستفادة منه هو الهدف ويتطلب الاهتمام بالتراث جهوداً متكاتفة يشترك فيها الجميع، وقد حان الوقت لأن نتوقف عن مجرد التقليد لإفرازات الحضارات الأخرى، لنبدأ حركة تجديدية، تعيد القيمة السامية، والمكانة العالية للتراث، من منطلق الانفتاح على التطور، والتفاعل مع العصر، أخذاً وعطاءً، وجعله جزءاً لا يتجزأ من تطورنا نحو المستقبل، اعتماداً على ما نملكه من غنىً حضاري، وتراث عميق الجذور ورغبة في المساهمة في الحفاظ على تراثنا الوطني العريق، وتعزيز الاهتمام به، جاءت فكرة إنشاء مؤسسة التراث غير الربحية، سنة 1417هـ (1996م) ومنذ تأسيسها عملت مؤسسة التراث على تحقيق أهدافها من خلال العناية بعدد من مجالات التراث الوطني، واستطاعت أن تحقِّق حضوراً مهماً في الأوساط المعنية بالتراث داخل المملكة العربية السعودية وخارجها ففي الوقت الذي تجاوزت فيه مؤسسة التراث الخيرية سنوات التأسيس، وبناء الشراكات، بدا من المناسب إرساء انطلاقة جديدة؛ لتعبر عن مرحلة متجدّدة من العطاء، في إطار الأهداف والمبادرات الأساسية التي قامت عليها، وفتح آفاق أوسع للعمل والتعاون والشراكة مع المعنيين والمهتمين بالتراث، بشكل يسهم في تحقيق الطموحات والأهداف النبيلة التي نسعى إليها جميعاً، في إطار منظومة عمل متكاملة ومتناغمة. وننظر إلى المستقبل بطموح كبير في أن يصبح تراثنا واقعاً معيشاً وجزءاً من الحياة؛ لتوجيه الأجيال المقبلة
سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث غير الربحية |
---|